الجمعة، 4 سبتمبر 2009
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم .. O mankind ! Worship your Lord , Allah ,Who created you


"يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم..."
O mankind !Worship your Lord ( Allah),Who
created you

تذكرة بدعوة الملك إلى مماليكه
و وجوب إجابة الدعوة


دكتور
شوقى عبد العزيز الحفناوى



الحمد لله ، خالق الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، الذى فى السماء إله ، و فى الأرض إله ، و ما من إله إلا الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذى لم يلد ، و لم يولد ، و لم يكن له صاحبة و لا ولد ، و لم يكن له كفوا أحد .
و الصلاة و السلام على خير الأنام ، خاتم النبيين ، و إمام المرسلين ،
محمد المبعوث رحمة للعالمين ..أما بعد ،
فقد اقترح علي بعض الأخوة الذين يظنون بى خيرا ، و يحسبون أنى ذو شئ من العلم لما علمنى ربى ، أن أدعم مدونتى هذه ببعض المعلومات التى تنفع الناس فى الدين و الدنيا و الآخرة . وبعد تفكر فى الاقتراح استعنت بالله و نويت أن أبدأ فى تنفيذه فى شهر رمضان الكريم من هذا العام 1430 هـ
و أحب أن أنوه إلى أن ما أعرضه هنا هو اجتهادات منهجية لى كإنسان
مفكر أولا ، و باحث علمى ثانيا ، ومسلم ثالثا ، و أقصد بذلك أنها اجتهادات عقلية و علمية موضوعية و ليست أراء متحيزة للديانة الإسلامية وإن توافقت مع آيات قرآنية و أحاديث نبوية و استشهدت ببعضهما فهذا من قبيل الأمانة العلمية و و ضع الأمور فى مواضعها ، و لأن القرءان العظيم و السنة النبوية الصحيحة لا يتعارضان مع العقل و العلم ، بل يدعوان إليهما ، و يعظمان شأنهما . وإن أصبت فبتوفيق الله و فضله ، و أرجو أن يكون ذلك ابتغاء وجهه ،
وإن أخطأت فمن نفسى وأرجو رحمة ربى .
والله المستعان ، فاللهم اهدنا و اهد بنا إلى صراطك المستقيم.. آمين .

تهنئة واجبة :
بداية ، هنيئا لكل مسلم و مسلمة بإدراك شهر رمضان له ، و حقا عليه أن يعبد ربه كما أمره ، و أن يشكره على نعمه ، فاللهم أعنا على الصيام و القيام و تلاوة القرءان و تقبل منا صالح الأعمال و تجاوز عن الخطايا و الآثام إنك أنت الحنان المنان ذو الجلال و الإكرام ... آمين .
ثم أما بعد ،

فهذه تذكرة بحق الله على الناس و دعوته إليهم لأداء ذلك الحق.
يقول جل شأنه و عظم قدره :

بسم الله الرحمن الرحيم

” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
الآية21 من سورة البقرة- صدق الله العظيم
أولا : إخوانى و أخواتى فى الإنسانية جمعاء ..

هل علمتم بهذا النداء من الخالق لنا ؟
و هل علمتم بهذه الدعوة منه سبحانه إلينا ؟
لقد نادانا ليسمع البعيد و نبهنا ليعلم القريب ، و نادانا بأعم نداء و بألطف الأسماء فقال جل شأنه : " يا أيها الناس " فلم يميز أحدا ، و لم يستثن فردا، و لم يقل " يا بنى آدم " أو نحو ذلك ، بل نبهنا إلى ما يجب أن نكون عليه من الأنس و الود و الاعتراف بالفضل فقال :" يا أيها الناس" ثم أمرنا بعبادته سبحانه وأردف لنا حيثيات حقه سبحانه فى عبادتنا إياه فبين لنا أنه خالقنا ، و حق الخالق على خلقه أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ، ثم عرفنا بذاته العلية و نعمه الجلية من خلال ربوبيته لنا و خلقه إيانا و من قبلنا أيضا، ثم يبن لنا أن الغاية من العبادة هى التقوى .

و علينا أن نتذكر جيدا ما يلى :
1- أن جميع الناس مكلفون بعبادة ربهم .
2- أن رب الناس هو خالقهم و هو خالق الذين من قبلهم .
3- أن الله سبحانه و تعالى قد استحق العبادة على خلقه بحق أنه هو الذى خلقهم .
4- أن الغاية من العبادة - أيا كانت شعيرتها (توحيد أو صلاة أو زكاة أو صيام أو حج أو غير ذلك)- هى تقوى الله .

و إليكم بعض الأدلة العقلية و النقلية على أن الله هوالخالق :
1- أنه لا يمكن أن يكون الناس خلقوا بغير خالق ؛ لأن لكل فعل فاعل ، و لكل مصنوع صانع .
2- أنه لا يمكن أن يكون خالق الناس هو أحدهم ، أو أحد المخلوقات الأخرى ؛ لأنه لا يعقل أن يكون الفاعل جزءا من المفعول ، أو مثيلا له ، و إلا فأين كان الفاعل قبل أن يوجد المفعول إذا كان الفاعل جزءا من المفعول ، و بم يتميزالفاعل على المفعول ويخلق إذا كان مثيلا له ؟
و فى هذا يقول الحق تبارك و تعالى :
" أم خٌلقوا من غير شئ أم هم الخالقون "
و تأملوا معى كيف تلاقى ما يقتضيه العقل السليم مع ما يقوله الحكيم الخبير .
3- أنه لم يزعم أحد من الخلق أنه الخالق ، و لن يحدث ذلك ، و لو حدث لكان زعما باطلا و كذبه كل الناس ، فكيف يعقل أن يكون الخالق مخلوقا ؟
4- أن الله أعلمنا فى القرءان أنه هوالله الخالق البارئ المصور .
وفى الحديث الشريف ما معناه :
" أن من أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا و قد خلقك "
أى من أكبر الكبائر أن تشرك بالله أحدا والله هو الذى خلقك .
إذا فحق الله فى العبادة يرجع إلى أنه خالق الناس و خالق الكون كله و هذا الحق ثابت له سبحانه بلا منازع ،
فكيف يتصور عاقل أن الكون خلق ذاتيا دون خالق ، أو هكذا وجد بالطبيعة ؟ و من أين يتأتى لذى عقل الشك فى أن الله هو الخالق ؟ !!!

و الآن بعد أن علمنا بفضل الله أن الله هو وحده الخالق ، وأن حقه سبحانه علينا أن نعبده و لا نشرك به أحدا ، و أن الغاية من كل العبادات هى تقوى الله ،
تعالوا بنا نفكر فى موقفنا من هذا النداء و هذه الدعوة الموجهة من الملك إلينا و نحن مماليكه .. هل يليق بنا و هو خالقنا و مالكنا ألا نلبى نداءه و لا نجب دعوته و هو القادر المقتدر الخالق المالك القاهر فوق عباده ؟! و ماذا لو فعلت أخى ذلك مع أحد الملوك من البشر ؟!

ثم هل لديك شك فى أن الله يعلم حالك ، و مكانك ، و موقفك من دعوته وأنك لابد راجع إليه ، و واقف بين يديه ، و أنه ستعرض عليك أعمالك بعد أن أحصيت عليك أفعالك ، وأن الله قد جعل الجنة جزاءا للطائعين الملبين ، و ما أدراك ما الجنة إنها النعيم المقيم ، و أنه سبحانه جعل النار للمعرضين عن دعوته . و ما أدراك ما نار الجحيم ، فحرها شديد ، و قعرها بعيد ، و ما ؤها صديد ، و لأصحابها مقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ، و ذوقوا عذاب الحريق .

إذا كان لديك شك .. فيكفيك آية واحدة ذكرها لك ربك ليقطع عنك الشك باليقين ، و تستدل فى نورها بالمشاهد المرئى على الغيبى .
و اقرأ معى يهدينى الله و إياك إلى صراطه المستقيم قول العليم الحكيم فى القرءأن العظيم :
" جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس و الشهر الحرام و الهدى و القلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما فى السماوات و ما فى الأرض و أن الله بكل شىء عليم * اعلموا أن الله شديد العقاب و أن الله غفور رحيم "
الآيتين 97-98 من سورة المائدة
و تأملوا أن الله هو الذى حدد هذه المحددات الأربع ؛ الكعبة البيت الحرام ( مكانا ) ، و الشهر الحرام (زمانا )، و الهدى (حيوانا )، و القلائد (جمادا )، هذه الأشياء التى لا تخطئها عين ناظر ، و لا يمارى فى وجودها لامس أو سامع ، حددها سبحانه لنا لنعلم و ليعلم جميع الناس أن الله يعلم ما فى السماوات و مافى الأرض و أن الله بكل شئ عليم .

والآن اسمحوا لى أن أسأل سؤالا :

هل يشك أحد فى وجود واحدة من هذه الأربع ؟ و هل ذهب أحد ليحج بيت الله الحرام فلم يجد الكعبة ؟
من الذى حدد الكعبة مكان للحج ؟
أليس هو الله الخالق العليم .
أراك الآن قد أيقنت أن الله يعلم ما فى السماوات و ما فى الأرض و أن الله بكل شئ عليم .
إذا ..فلم تشك فى يوم الحساب على موقف الناس من الدعوة و النداء ، ولم تشك فى أن الله شديد العقاب و أنه غفور رحيم . اللهم اهدنا و اهد بنا إلى صراطك المستقيم .... آمين


الآن تعالوا نتعرف على الله أكثر ،

ما معنى اسم الجليل الخالق العظيم "الله" ؟
و ما هى التقوى ؟ و هل لها هى الأخرى من غاية ؟ وإن كانت الإجابة بنعم.. فما هى الغاية من التقوى ؟
هذا ما أوضحه إن شاء الله فيما يلى :

اسم الجليل
الله
الله : الذى لا إله إلا هو

تقول قواميس اللغة :
إله : معبود ، الإله : المعبود ، الله : المعبود ،
و أقول بفضل الله : الله : هو الذى لا إله إلا هو .
فأنت إذا قلت : " رئيس" جاز أن يكون المقصود رئيس شركة ، أو رئيس إدارة ، أو رئيس مجلس ، أو نحو ذلك . أما إذا قلت : " الرئيس " معرفا بالألف و اللام بلا إضافة ، انصرف المعنى إلى الرئيس الأعلى الذى يصبح الكل فى حضرته مرؤوسا .
و الله هو الذى لا إله إلا هو .


لكل نصيب من اسمه

نعم لكل مسمى نصيب من اسمه ، و سبحان من خلق الأشياء ، و علم آدم الأسماء .
فالخالق سبحانه هو الله ، و الله هو الذى لا إله إلا هو ، و محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المحمود فى الأرض و السماء ، و يوسف عيه السلام هو المأسوف عليه حيث قال أبوه : يا أسفى على يوسف ،
و هكذا تفقد بعين الحكمة كل مسمى ، فلن تفتقد نصيبه من اسمه ،
و سبحان من يؤت الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا.

التوحيد فى ميزانى
العقل و النقل من كتاب الحق

أنت إذا قلت : " القلم " دل قولك هذا على قلم واحد ، و إذا قلت : "القائد" دل ذلك على قائد واحد ، و هكذا ،
و الله : كاسم يدل على مفرد واحد أحد هو الذى لا إله إلا هو .
فهل يعقل أن نقول على الواحد اثين أو ثلاثة ؟!!
و هل يعقل أن نقول على الثلاثة واحدا ؟!! هذا فى ميزان العقل ،
إذا التوحيد هو العقيدة الصحيحة التى يدعو إليها العقل السليم و الفطرة النقية و بديهيات المنطق الرشيد و مبادئ الحساب الصحيح .
أما فى ميزان النقل من الكتاب الحق ( القرءان العظيم ) فإليكم البرهان المبين من قول العليم الحكيم فى القرءان الكريم :

" يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه فآمنوا بالله و رسله و لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السماوات وما فى الأرض و كفى بالله وكيلا ( 171) ... يا أيها الناس فد جاءكم برهان من ربكم و أنزلنا إليكم نورا مبينا ( 174 ) " الآيتين من سورة النساء
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بنى اسرائيل اعبدوا الله ربى و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلا إله واحد و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم "
الآيتين 72-73 من سورة المائدة
وهكذا يتفق تماما ما ورد بالقرءان الكريم مع ما يقتضيه العقل السلم من أن الله إله واحد و ما من إله إلا إله واحد ، و لو كان فيهما ( السماء و الأرض ) آلهة إلا الله لفسدتا ، و أنتم تعلمون المثل القائل بأن السفينة التى لها أكثر من قائد تغرق، و تعلمون جيدا أنه ما من مؤسسة أو دولة إلا و لها قائد واحد وفقا لمبدأ وحدة القيادة ، فلم تستكثروه على الخالق و تشركون به ما لا يخلق شيئا و هم يٌخلقون ؟!!

فيا أيها المسلمون الموحدون فى كل مكان أنتم على الحق المبين الذى يصل إليه العقل السليم، و يدعو إليه القول الحكيم، فاثبتوا على الإسلام ، فإن الدين عند الله الإسلام ، و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الآخرة من الخاسرين .
و يا من فى قلوبهم ريب ، و من هم عن الإسلام مرتدون أو معرضون ، لقد تبين الرشد من الغى ، و انجلى الحق من الباطل ، فكيف تستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟ و لم تنظرون إلى الوراء ؟ و لم تسيرون إلى الخلف ؟ و لم تعرضون عن أحدث رسالة من ربكم إليكم ؟ ألم تعلموا أن الإسلام يوجب الإيمان بكل ما أنزل الله من كتاب و بجميع الرسل و الأنبياء؟ ، فماذا تضيف إليكم النصرانية أو غيرها مما عدا الإسلام ؟ و ماذا تريدون غير الصراط المستقيم و الدين الحق المبين ؟ وأين تذهبون ؟ وأنتم تشيعون كل يوم رفاقكم إلى ربهم الحق ينقلبون ، فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ و ماذا بعد النور إلا الظلام ؟
و بأى عقل تفضلون الظلام و الضلال على النور و الإيمان ؟!



تقوى الله

روى أن الإمام على كرم الله وجهه قال : " التقوى هى الخوف من الجليل ، و العمل بالتنزيل ، و الرضا بالقليل، و الاستعداد ليوم الرحيل "
و قريب منه قولنا: التقوى من عمل القلوب ، خوف و رجاء ، و حب و اشتياق ، يدفع المؤمن إلى اجتناب ما نهى الله عنه خوفا من عذابه ، و امتثال ما أمر الله به رغبة فى ثوابه ، و تعظيم شعائر الله حبا لذاته ، و التقرب إلى الله بالإحسان فى كل شئ ابتغاء مرضاته .
و التقوى درجات تتناسب مع درجات الإيمان ، و تفيض بركاتها على الجوارح و الأعضاء بترك المنكرات و عمل الصالحات و الإحسان فى كل شئ .

هل للتقوى غاية ؟

نعم ،
فإن قلت كيف و العبادات كلها غايتها التقوى ؟
قلت لك : و التقوى أيضا لها غاية ، و غاية التقوى شكر الله الخالق الرازق الهادى للإيمان .
قال تعالى :
" و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون "
الآية 123 من سورة آل عمران

فالشكر الصادق شعور بالامتنان قبل أن يكون كلاما باللسان .

و هكذا كأنى أرى أن الركن الأول من أركان الإسلام و هو شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، بتقوى من الله شكر لله على نعمة الخلق ، و الصلاة شكر على الحياة والرزق فترة ما بين الصلاتين ، و الزكاة شكر على نعمة المال ، و الصوم شكر على نعمتى الصحة و القرار ( عدم السفر ) ، و الحج شكر على نعمتى الصحة و المال . و بالشكر تزيد النعم " لإن شكرتم لأزيدنكم و لإن كفرتم إن عذابى لشديد "
، و زيادة النعم تتطلب مزيدا من الشكر، وهكذا تظل مدينا للديان مهما قدمت من الأعمال
" ... و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
من الآية 18 من سورة النحل
فاتقوا لله ماستطعتم ، و لا تمنوا على ربكم ، فلن تدخلوا الجنة بأعمالكم ، و لكن برحمة ربكم .

ثم أتدرون ما هى النعمة الواحدة التى إن تعدوها فلن تحصوها ، إنها نعمة الإيمان ، بها تشعر بالأمن و الأمان ، و بها يصبح المؤمنون لك إخوانا ، و بها يصبح أمرك فى الحياة الدنيا كله لك خيرا ، إن أصابتك سراء شكرت ، فكان خيرا لك ، و إن أصابتك ضراء صبرت ، فكان خيرا لك ، و ليس ذلك إلا للمؤمن . أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، و بها تنقذ من النيران فى الآخرة ، و تدخل الجنة بسلام .
ثم قل لى الآن : أيمكنك أن تعد نعمة الإيمان ؟ !
مشروع قانون نقل و زراعة الأعضاء البشرية
و بيان بأسعار أعضاء الإنسان كما وردت فى القرءان


بمناسبة قرب مناقشة مشروع القانون المشار إليه
و انطلاقا من المسئولية العامة للمسلم عن مجتمعه
" فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "
نذكر بهذا البيان القرءانى لأسعار أعضاء الإنسان

" ... أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص ... "
صدق الله العظيم
من الآية 45 فى سورة المائدة
و أن العبرة فى الأحكام الشرعية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
و أنه لا اجتهاد مع النص .
و أن الإنسان لا يملك جسده ، و أنه مكلف بالمحافظة عليه ، و أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ، و أنه لا ضرر و لا ضرار ، و أن البشر سواسية كأسنان المشط ، لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى . فضلا على أن النص القرءانى السابق ذكره مذكور فى الشرائع السابقة أيضا .
و أن الدستور المصرى ينص على أن " الإسلام دين الدولة ، و أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع " م 2
و ينص أيضا على" أن المواطنون لدى القانون سواء " م 40
و من ثم لا يجوز ترجيح منفعة المنقول إليه على مضرة المنقول منه .
و حيث أنه لا يمكن نقل عضو من جسد حى دون الإضرار به .
و أن انتفاع المنقول إليه مظنون ، و الإضرار بالمنقول منه مضمون .
فأى عقل يسعى إلى ضرر يقينى مضمون فى سبيل نفع مظنون ؟!!

و نوضح الأمر أكثر بمثال رقمى ؛ فبالأرقام تنجلى الفوارق للأفهام :
لو افترضنا أن السليم طاقته 100% و المريض طاقته بين 25% إلى50% قبل النقل و الزراعة ، و على أحسن تقدير أصبحت بعدالنقل و الزراعة لكل منهما 50% ؛ لأنه لن يعود المنقول منه كما كان ، و لن يصح المريض كسابق عهده قبل مرضه . فطاقتهما معا بعد النقل و الزراعة أصبحت على أحسن تقدير 100 % بواقع 50% لكل منهما لو نجحت العمليتان ( النقل و الزراعة )، بينما كانت لهما معا قبل النقل و الزراعة بين 125 % و 150 % ( 100 % للسليم و من25 % إلى 50 % للمريض ) . و هكذا يتضح أن النفع لهما معا بعد العمليتين على أحسن تقدير أقل مما كان عليه قبلهما. و لونجحت إحدى العمليتين فقط كانت الطاقة الكلية 50% ولو فشلت كلا العمليتين خسرنا الشخصين و كانت المحصلة صفرا ، هذا كله بخلاف التكاليف و الأعباء المالية و الآلام النفسية و الاجتماعية و غيرها .
فأى نفع تحقق ؟ ؟ !! وما هى فائدة العمليتين و ما يصاحبهما و يتبعهما من تكاليف و آلام و معاناة ، فضلا على مخالفة شرع الله و استحلال حرمة أجساد البشر بغير حل .
فالمسلم بنيان الله ملعون من هدمه .
و هدم أو نزع جزء - ليس من سنن الفطرة نزعه - بغير ضرورة تقتضيها مصلحة الجسد نفسه هدم للكل أو على الأقل إضرار به .
وأن الوصية و الهبة و التبرع من الإنسان لا يجوز إلا فى الأموال .
و أن عمليات نقل و زراعة الأعضاء ليس من باب لكل داء دواء ؛ لأن هذه العمليات ليست دواءا و لا علاجا للعضو المصاب بل إحلال عضو من شخص آخر - بغير حل - محله .
وأن حرمة كسر عظام المسلم ميتا كحرمة كسر عظامه حيا .
و على العظام تقاس بقية الأعضاء .
و لا يجوز نقل عضو من إنسان ميت و زرعه فى إنسان آخر لقول الحق سبحانه و تعالى:
" أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه "
وإن كانت الآية قد وردت فى تحريم الغيبة ، فإن نصها يؤكد فى ذات الوقت تحريم لحم الإنسان على أخيه الإنسان .
وأن إكرام الميت دفنه كما قال الحق :
" ثم أماته فأقبره "
وكما قال المعصوم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ثلاثة لا يؤخرن عن أوقاتهن الصلاة و الجنازة و البكر إدا وجدت كفؤا "
---------------------------
و الآن بعد هذا البيان .. هل لمؤيدى نقل و زراعة الأعضاء البشرية من دليل أو برهان ؟؟؟
----------------------------
وأخيرا أطرح سؤالا : لماذا لا تتضافر الجهود بين الحكومات و شركات الأدوية و الأطباء و الصيادلة لإنتاج أدوية و أعضاء صناعية أو اختبار مدى صلاحية الحيوانات التى يؤكل لحمها شرعا للنقل منها للإنسان كبديل لعمليات نقل الأعضاء البشرية من شخص و زراعتها فى آخر . و قد رأينا مدى سرعة شركات الأدوية فى إنتاج أدوية معالجة بل و واقية من أمراض أسرع فتكا بالإنسان كإنفلونزا الطيور و انفلونزا الخنازير و غيرها .
فإذا خلص الإيمان بأن لكل داء دواء ، و توفرت الكفاءات العلمية و الأمانة المهنية و الإمكانات البحثية و نشطت الهمم و خلصت النوايا لنفع البشرية ، وجنبت المصالح الذاتية .. فأيهما أكثر إمكانية للعلاج.. الأمراض الأسرع فتكا بالإنسان أم الأمراض المزمنة التى يمكنه التكيف معها و الصبر عليها حينا طويلا من الزمان ؟؟
-----------------
و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
دكتور / شوقى عبد العزيز الحفناوى
كلية التجارة – جامعة طنطا
محاسب قانونى

أهمية الكلمة و اللغة

من مشاعر الدكتور/ شوقي الحفناوي
محاسب قانونى
عضو هيئة التدريس بكلية التجارة – جامعة طنطا

الكلمة

نسمعها و نقرؤها
نكتبهـا و نبصرها
نفهمها و نعقلها
نطيع بها و نعصي بها
نسالم بها و نعادي بها
نؤمن بها و يكفر بها
نتفاهم بها و نتجاهل بها
فتجمعنا إذا تفاهمنا
وتفرقنا إذا تجاهلنا
فهيا إلي تعلمهـا تجمعنا محاسنها
وإلا ساءت مواقفنا علي سوء تفهمنـا
وساءت عواقبنا علي سوء مواقفنا
فهيا إلى تعلمها تجمعنا محاسنها
هيا هيا إلى تعلمها تجمعنا محاسنها
هيا هيا هيا إلى تعلمها
تجمعنا محاسنها
هيا هيا هيا إلى تعلمها
-----------------------
من مشاعرالدكتور/ شوقي الحفناوي
نسأل الله الهداية والسلامة
------------------------

وإلى لقاء إن شاء الله مع اجتهاداتنا الإيمانية فى أمور ديننا و دنيانا و حياتنا اليومية و مشكلاتنا المعاصرة و هدايات ربنا .
و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب،
المذكر بدعوة الملك إلى مماليكه
المملوك و ما ملك لله رب العالمين
شوقى عبد العزيز الحفناوى
-------------------------------------------------------------
لا تنسونى من دعائكم بظهر الغيب و أنتم مخلصون ، و الدعاء لكل من كان سببا فى إعداد ونشر هذه الاجتهادات.
-------------------------------------------------------------
ملحوظة :
للتذكرة فقط ، لقد سبق أن ذكرت بعض الاجتهادات الإيمانية السابقة من قبل فى بعض ترويحات ( جلسات ما بين ركعات ) صلاة التراويح ببعض المساجد منذ أكثر من عشرسنوات .


التسميات: